تشكل "ثقافة المخاطر" حجر الأساس في أي منظومة فعالة لإدارة المخاطر داخل المؤسسات، إذ تعكس هذه الثقافة مواقف العاملين وسلوكياتهم في التعاطي مع التهديدات المحتملة، ومدى اندماجهم في جهود الوقاية والاستجابة.
ما هي ثقافة المخاطر؟
تشير ثقافة المخاطر إلى مجموعة المعتقدات والسلوكيات والقيم المؤسسية المتعلقة بكيفية فهم المخاطر وتقييمها والتعامل معها. وهي تتجاوز الإجراءات الفنية لتغدو جزءًا من الحوكمة المؤسسية والممارسة اليومية.
"ثقافة المخاطر هي انعكاس لطريقة المؤسسة في التعامل مع الغموض لتحقيق أهدافها"، يقول غاي بيرس، مستشار البيانات وعضو مجموعة الاتجاهات الناشئة في ISACA.
وفي المؤسسات ذات الثقافة القوية، تُدار المخاطر من قبل القيادة العليا، وتُدمج في العمليات اليومية، ويُشرك الموظفون في التقييم والإبلاغ والتصعيد.
خمس خطوات لبناء ثقافة مخاطر فعالة
تصميم استراتيجية شاملة لإدارة المخاطر تشمل سجل المخاطر وتحديد درجة التحمل وآليات الاستجابة.
دمج إدارة المخاطر في كل من التخطيط الاستراتيجي والتشغيلي.
قيادة تنفيذية فاعلة: التزام الرئيس التنفيذي وأعضاء مجلس الإدارة ضروري لضمان الامتثال المؤسسي.
تدريب الموظفين وتعزيز الوعي بمخاطر القطاع والسياسات المؤسسية.
الاعتراف والمكافأة: تعزيز السلوكيات التي تدعم الالتزام بسياسات إدارة المخاطر.
"تبدأ الثقافة من القمة"، تقول سارة لين، شريكة في شركة BPM، مشددة على أن المؤسسات التي تعكس التزاماً قيادياً بالمخاطر تنجح في بناء منظومة استجابة مرنة وفعالة.
التمييز بين الوعي والثقافة
في حين أن الوعي بالمخاطر يشير إلى المعرفة الفردية بالتهديدات، فإن ثقافة المخاطر تعني مدى قدرة الأفراد على التصرف فعلياً لحماية المؤسسة ضمن أدوارهم.
"قد يعرف الموظف أن رسالة بريد إلكتروني مشبوهة تمثل خطراً، لكنه لا يبلّغ عنها. في ثقافة مخاطر قوية، سيكون لديه قناة واضحة وسيتصرف فورًا"، يقول بيرس.
كيف ترى PwC ثقافة المخاطر؟
وفقًا لشركة PwC، تتكوّن ثقافة المخاطر من ستة محاور:
القيادة – التواصل – إدارة المواهب – الحوكمة – الحوافز – المساءلة.
وتُعد هذه المحاور انعكاساً مباشراً للقيم المؤسسية التي يجب مواءمتها مع التوجهات الاستراتيجية الحالية والمستقبلية.
تعليقات الزوار