شهد منتدى بغداد الدولي للطاقة، الذي انطلق في السادس من أيلول/سبتمبر 2025 واستمر على مدى يومين، حضوراً لافتاً ليس فقط على مستوى الوفود المشاركة من وزراء ومسؤولي منظمات الطاقة العالمية، بل أيضًا على صعيد التغطية الإعلامية الواسعة التي تناولت فعالياته ورسائله الاقتصادية والسياسية.
القنوات الفضائية: بث مباشر وتغطيات ميدانية
قدّمت القنوات العراقية تغطية موسّعة للمنتدى، حيث نقلت قناة العراقية الأولى الجلسة الافتتاحية مباشرة بحضور رئيس الوزراء، فيما قدّمت عراق 24 HD ووان نيوز بثوصًا مباشرة يومية للجلسات.
كما ركّزت قناة النهرين الفضائية على التحليلات المتعلقة بتنويع مصادر الطاقة والحلول الاستراتيجية، بينما خصصت قناة Rudaw تقارير مصورة للحوارات الجانبية. وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، بثّت Press TV تقريراً خاصاً عن البعد الاقتصادي والسياسي للمنتدى، في حين قدّمت Iraq Alhadath تحديثات آنية عبر نشراتها الإخبارية.
وكالات الأنباء: عناوين لافتة ورسائل اقتصادية
وسلّطت وكالات الأنباء الضوء على أبرز مخرجات المنتدى، إذ نشرت رويترز تقارير موسّعة عن دعوة العراق إلى إعادة النظر في حصته ضمن «أوبك+»، وربطت ذلك بمساعي بغداد لزيادة إنتاجها النفطي.
أما وكالة الأنباء القطرية فقد ركّزت على رسائل المنتدى المتعلقة بجذب الاستثمارات وتعزيز مكانة العراق في أسواق الطاقة. من جانبها، أوردت وكالة الأناضول تصريحات لمسؤولين أتراك عن أنبوب كركوك–جيهان، مشيرة إلى فرص تعاون طاقوي جديد بين أنقرة وبغداد.
خصصت القنوات العراقية، وفي مقدمتها العراقية الإخبارية والسومرية والشرقية، مساحات واسعة لنقل وقائع المنتدى مباشرة، مع بث تقارير ميدانية ومقابلات مع الوزراء والخبراء المشاركين. كما سلطت قنوات عربية مثل الجزيرة والعربية وسكاي نيوز عربية الضوء على الرسائل السياسية والاقتصادية التي حملها المنتدى، خصوصاً في ما يتعلق بخطط العراق لتعزيز موقعه كمركز إقليمي للطاقة.
وتناولت وكالات أنباء عالمية مثل رويترز وفرانس برس وشينخوا الصينية فعاليات المنتدى، مركزة على البعد الاستثماري والإصلاحات في قطاع النفط والغاز العراقي. أما الوكالات العربية مثل الأناضول ووكالة الأنباء الكويتية (كونا) ووكالة أنباء الإمارات (وام)، فقد ركزت على فرص التعاون الإقليمي والتكامل في مجال الطاقة.
الصحف والمواقع الإخبارية: تحليلات ورؤى مستقبلية
وأولت الصحف العراقية مثل الصباح والمدى والزمان اهتماماً خاصاً بملف الطاقة المتجددة والسياسات الحكومية في تنويع مصادر الدخل. في المقابل، ركزت الصحافة العربية والدولية مثل الشرق الأوسط والحياة وفايننشال تايمز على التحديات أمام العراق في جذب الاستثمارات وضمان بيئة آمنة للمستثمرين. كما حفلت المواقع الإخبارية الإلكترونية بتقارير تحليلية عميقة، تناولت أبعاد المنتدى الاقتصادية والجيوسياسية.
وتناولت صحيفة The National (الإماراتية) الحضور الدولي الرفيع للمنتدى، مؤكدة أن مشاركة أمين عام منظمة أوبك عكست ثقل الحدث.
وركزت تقارير العربي الجديد على سعي العراق لزيادة صادراته النفطية وتعزيز مكانته داخل «أوبك+». فيما قدّم موقع The Media Line قراءة حول الدفع بالتحول الرقمي في قطاع النفط العراقي. أما PowerNews المصرية فغطت مشاركة وفد مصري رسمي، معتبرة المنتدى "رسالة ثقة" للمستثمرين. وذهب موقع The New Region إلى إبراز خطط العراق لإحياء مسارات بديلة لتصدير النفط عبر سوريا وتركيا.
يوتيوب وفيسبوك: جمهور رقمي متفاعل
على المنصات الرقمية، خصصت صفحات إعلامية كبرى بثوصًا مباشرة ومقتطفات تحليلية؛ حيث نشرت منصة Attaqa للطاقة عبر فيسبوك لقطات من كلمات الوزراء، فيما قدّمت UTV العراق تقريراً مصوراً وصف المنتدى بـ"المشاركة العالمية الكبيرة". كما بثّت القنوات العراقية الرسمية والخاصة جلسات المنتدى كاملة عبر يوتيوب، ما أتاح للجمهور متابعة النقاشات في وقتها. كذلك، استخدم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء ورئاسة الجمهورية حساباتهما الرسمية لتسليط الضوء على كلمات القادة ورسائل الترحيب بالوفود.
مضامين التغطية المشتركة
أجمعت التغطيات الإعلامية على إبراز أربعة محاور أساسية:
دعوة العراق لإعادة النظر في حصته داخل «أوبك+» بما يتناسب مع احتياطياته وقدراته الإنتاجية.
بحث مسارات بديلة لتصدير النفط عبر سوريا وتركيا، مع الإشارة إلى تفاهمات قريبة في هذا الشأن.
جذب الاستثمارات في قطاع الطاقة والغاز وتقليل نسب الحرق، كجزء من إصلاحات استراتيجية.
إبراز الحضور الدولي الرفيع من وزراء ومسؤولي منظمات الطاقة، باعتباره مؤشراً على عودة بغداد كمنصة حوار إقليمي ودولي للطاقة.
وبهذا، شكّل منتدى بغداد الدولي للطاقة حدثاً محورياً في المشهد الاقتصادي والسياسي، لم يقتصر صداه على قاعات المؤتمر، بل امتد إلى القنوات الفضائية ووكالات الأنباء والصحف والمنصات الرقمية، ما عكس الأهمية البالغة التي يوليها الإعلام لهذا التجمع الطاقوي الاستثنائي.
تعليقات الزوار