En

الذكاء الاصطناعي يهدد سمعة القانون

 

بقلم جولیانا روبینیا، مديرة أولى في «ليكسس نيكسس» بالمملكة المتحدة

مع التوسع المتسارع لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في الممارسات القانونية، تتطور المخاطر السيبرانية بوتيرة أسرع. بحث جديد أجرته LexisNexis على أكثر من 700 محترف قانوني في المملكة المتحدة كشف أن العديد من الفرق القانونية غير مستعدة بما يكفي لمواجهة التهديدات الرقمية المتزايدة. نحو 43% من المشاركين صنفوا الأمن السيبراني ضمن أهم ثلاث تحديات للعام المقبل.

الهجمات الأكثر تهديداً للمكاتب القانونية هي التصيد الإلكتروني والهندسة الاجتماعية، تليها الهجمات التي يُنشئها الذكاء الاصطناعي مثل الصور المزيفة (Deepfakes) ورسائل البريد الاصطناعي الاحتيالية، وهي مصدر قلق لنحو 24% من المستجيبين.

ويحذر أحد الشركاء في مكتب صغير قائلاً: «ممارساتنا في الأمن السيبراني لا تواكب نمو الذكاء الاصطناعي، وإذا لم نتدارك الموقف، سنتراجع ونختفي».

الاختراقات السيبرانية لم تعد مجرد إخفاق تقني، بل قنبلة موقوتة تمس السمعة والثقة. أربعة من كل خمسة محامين يخشون من اختراق سرية بيانات العملاء، وترتفع النسبة إلى 100% لدى المستشارين القانونيين العامين.

ورغم أن أكثر من نصف المحامين باتوا يستخدمون المصادقة المتعددة العوامل (MFA)، فإن ذلك لم يعد كافياً أمام التهديدات الجديدة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، مثل التلاعب بالنماذج أو تسريب البيانات.

التقرير يشير إلى أن 61% من المحامين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في أعمالهم، فيما يخطط 32% للبدء قريباً، لكن 77% منهم قلقون من المعلومات غير الدقيقة، و47% من احتمال تسرب البيانات من المنصات. ورغم هذه المخاطر، أقل من 30% فقط من المؤسسات القانونية لديها سياسة واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

وتبرز كذلك مشكلة الثقة في الأطراف الثالثة، إذ إن معظم المكاتب تعتمد على أنظمة خارجية دون إدراك كافٍ لمخاطرها، رغم أن الخدمات السحابية القائمة على الذكاء الاصطناعي تُعد نقطة ضعف رئيسية.

وتوصي «ليكسس نيكسس» المؤسسات القانونية باختيار شركاء تقنيين يتمتعون بخبرة قانونية عميقة وإجراءات أمنية صارمة، مؤكدة أن الاستثمار في الثقة والأمان لم يعد خياراً، بل ضرورة استراتيجية.

الرسالة الأساسية للتقرير: الذكاء الاصطناعي غيّر مشهد التهديدات السيبرانية، والمكاتب التي ستبقى في المقدمة هي تلك التي تتحرك بسرعة، وتُحصّن بنيتها التقنية، وتُدرّب موظفيها على استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية.

تعليقات الزوار