En

تقرير: اعتماد العالم على الغاز الأمريكي يفاقم المخاطر

حذر تقرير جديد صادر عن معهد أكسفورد لدراسات الطاقة من أن التحول العالمي للحد من الاعتماد على الغاز الروسي إلى الغاز الطبيعي المسال الأمريكي يخلق تقلبات قصيرة المدى في الأسعار ويزيد المخاطر الجيوسياسية. ويشير التقرير إلى أن الاعتماد المتزايد على حليف أمريكي "متقلب" يجعل استقرار أسواق الغاز على المدى الطويل غير مضمون.

وذكر التقرير أن العقوبات على الطاقة الروسية دفعت العديد من الدول للاتجاه نحو الولايات المتحدة لتأمين إمدادات الغاز الطبيعي المسال (LNG). ونتيجة لذلك، أصبح من المتوقع أن تهيمن الولايات المتحدة على نمو إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية، مع توقع مضاعفة قدرة التصدير المثبتة تقريبًا بحلول عام 2030.

تقلب السوق والمخاطر طويلة الأمد

يأتي هذا التوسع السريع في وقت يشهد فيه سوق الغاز الطبيعي المسال العالمي تقلبات كبيرة. وأوضح التقرير أن موجة إمدادات الغاز الطبيعي المسال القادمة قد تخفف بعض المخاطر في أواخر العقد، لكن التقلبات الفورية من المرجح أن تتصاعد.

وأضاف التقرير أن الغاز أصبح يعمل بشكل متزايد كنسخة احتياطية للطاقة المتجددة غير المستمرة، وأن عدم اليقين حول الاستثمارات الجديدة قد يؤدي إلى نقص في الإمدادات، ما قد يزيد التوترات السياسية إذا ما ألقت الدول المنتجة باللوم على سياسات الاتحاد الأوروبي التي تضيف مخاطر تنظيمية وسعرية.

السياسة والضغوط التنافسية

وحذر التقرير أيضًا من أن الدفع الأمريكي القوي لتأمين الأسواق الخارجية للغاز الطبيعي المسال، خصوصًا في ظل إدارة ترامب، قد يؤدي إلى تسييس تجارة الغاز، ما قد يضعف الثقة الطويلة الأمد بين المشترين.

على عكس النفط الذي حافظ على طلب ثابت لعقود بسبب هيمنة النقل، يواجه الغاز الطبيعي منافسة قوية من الطاقة المتجددة في أوروبا والصين، ومن الفحم في الهند وأجزاء من آسيا، ما يجعل آفاقه طويلة الأمد أقل استقراراً.

المخاطر المعولمة والتحالفات المتغيرة

ويضيف التقرير أن قدرة الحكومة الأمريكية على التأثير في التجارة العالمية للطاقة عبر نظام المقاصة بالدولار تزيد من احتمال حدوث اضطرابات في السوق، ما دفع دولًا مثل روسيا والصين والهند وإيران إلى دراسة خيارات التجارة بالطاقة بالعملات المحلية.

كما أن الربط بين مؤشرات الأسعار العالمية يجعل صدمة الإمدادات في منطقة واحدة تؤدي بسرعة إلى ارتفاع الأسعار في مناطق أخرى. بعد الحرب في أوكرانيا، اندمجت أسعار الغاز الأوروبية والآسيوية عمليًا، ما حول أزمة أوروبا إلى أزمة آسيوية، وزاد القلق بين كبار المستهلكين في آسيا، بما في ذلك الصين والهند، بشأن الاعتمادية طويلة الأمد للغاز الطبيعي المسال في توليد الكهرباء والاستخدام الصناعي.

تعليقات الزوار