في تطور دراماتيكي، هوت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بأكثر من 10% خلال الأسبوع الماضي، لتغلق عند 61.99 دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ أوائل عام 2021. وجاء هذا الانخفاض الحاد نتيجة تصاعد التوترات التجارية، وزيادة مفاجئة في إنتاج "أوبك+"، إلى جانب بيانات مخزونات أمريكية سلبية.
تصعيد صيني يشعل فتيل حرب تجارية ويثير مخاوف الركود
بدأت موجة البيع العنيفة بعد إعلان الصين عن فرض رسوم جمركية بنسبة 34% على جميع السلع الأمريكية، في خطوة ردّ على إجراءات أمريكية سابقة. هذا التصعيد أثار مخاوف من ركود اقتصادي عالمي، خاصة وأن الصين هي أكبر مستورد للنفط في العالم.
بحسب "جي بي مورغان"، ارتفعت احتمالات الركود العالمي إلى 60%، في حين خفضت التوقعات لنمو الاقتصاد الأمريكي، حيث ترى مؤسسة "S&P Global" أن نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول لن يتجاوز 0.3%، بينما يتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حدوث انكماش.
بيانات إدارة الطاقة الأمريكية تُظهر ضعف الطلب
دعمت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) النظرة السلبية، حيث أظهرت ارتفاعاً مفاجئاً في مخزونات النفط الخام بمقدار 6.2 مليون برميل، على عكس التوقعات التي رجّحت انخفاضاً بمقدار 2 مليون برميل. وعلى الرغم من انخفاض مخزونات البنزين، إلا أن الثبات في نواتج التقطير وارتفاع المخزون الخام أكد على ضعف في الطلب أو فائض بالإنتاج.
"أوبك+" تفاجئ السوق: زيادة في الإنتاج ثلاث مرات فوق المتوقع
أعلنت مجموعة "أوبك+" عن قرار بزيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً بدءاً من مايو المقبل، أي ثلاثة أضعاف الزيادة التي كانت متوقعة سابقاً (135 ألف برميل). هذا الإعلان زاد من الضغوط السلبية على السوق، خصوصاً أنه تزامن مع بيانات تظهر تراجعاً في الطلب وارتفاعاً في المخزونات.
وعزز من هذا الاتجاه قرار محكمة روسية يسمح باستمرار تشغيل محطة تصدير النفط الكازاخية CPC، مما أزال أحد المخاطر المحتملة على الإمدادات وزاد من احتمالات فائض المعروض في السوق.
التوقعات: موجة هبوط جديدة قد تدفع الأسعار إلى منتصف الخمسينيات
بحسب التحليل الفني، فإن السوق دخل في مرحلة بيع قائمة على الزخم السلبي. ويتوقع المحللون استمرار التراجع نحو مستويات 60 دولاراً كدعم حاسم، وفي حال كسره قد تتجه الأسعار إلى منطقة منتصف الخمسينيات.
يشير الخبراء إلى أن أول منطقة دعم تقني تتراوح بين 61.37 و59.31 دولاراً، بينما تقع منطقة الدعم الثانية الأعمق عند 53.09 دولاراً، مما يجعل كسر مستوى 59.31 إشارة محتملة لمزيد من التسارع في الهبوط.
تعليقات الزوار